رحلتي إلى تونس

 

في العطلة الماضية قررت أن أقوم برحلةٍ إلى تونس. لأني ومنذ طفولتي سمعت الكثير عن جمالها وروعتها. ومنذ ذلك الوقت لم تتح لي الفرصة للذهاب إلى هناك إلا في الإسبوع الماضي.

 

إتصلت بالعديد من شركات الطيران وبعد المقارنة بين أسعار التذاكر من مختلف خطوط الطيران وقع إختياري على الخطوط الجوية المصرية لأن الموظف فيها قدَّم لي تخفيضات كبيرة، وإغراءات لا تقاوم، من بينها قضاء ليلتين في مدينة القاهرة في فندق خمس نجوم، وزيارة إلى الأهرامات، كل ذلك بسعرٍ رمزي.

 

أقلعت الطائرة في مساء يوم الجمعة لتهبط في اليوم التالي في مدينة القاهرة حيث قضيت وقتاً ممتعا. فقد تجولت فيها كثيراً. واستمتعت بمشاهدة معالمها. وزرت أهراماتها العظيمة. وكنت أمنِّي نفسي بزيارة السد العالي ولكن الوقت كان ضيقاً. وأتمنَّى أن تتاح لي فرصة أخرى لزيارته. فهو مَعْلمٌ جدير بالمشاهدة.

 

وفي صباح اليوم الثالث ركبت على متن الخطوط الجوية التونسية لأصل إلى مدينة تونس العاصمة بعد رحلةٍ ممتعة. وللذين لا يعرفون تونس أود أن أقول لهم بأنّ اسمها الرسمي هو الجمهورية التونسية. وهي تقع في شمال أفريقيا. وتطل على ساحل البحر الأبيض المتوسِّط. و40% من مساحتها عبارة عن منطقة صحراوية. ويبلغ طول ساحلها المطل على البحر المتوسط ما يزيد عن الـ 700 ميل. وهي بلاد مشهورة منذ زمن الإمبراطورية الرومانية.

 

وتعتمد تونس في إقتصادها على الكثير من المصادر مثل الزراعة والتعدين والسياحة بالإضافة إلى البترول. ويعتبر إقتصادها من أقوي الإقتصادات العربية والأفريقية. ولها علاقاتٌ تجارية واسعة مع دول الإتحاد الأوربي.

 

أكثر من 98% من سكان تونس ينحدرون من أصولٍ عربية والبقية من أصول بربرية. وتعتبر اللغة العربية واللغة الفرنسية اللغتان الرسميتان للبلاد. والشعب التونسي شعبٌ مضياف يتميَّز بحبه الشديد للأجانب. بالإضافة إلى تقديره واحترامه لهم. وتشتهر تونس بمهرجاناتها الكثيرة الموزعة على مدار السنة. بالإضافة المتاحف والمطاعم والفنادق الفاخرة. ولمحبي التسوق هناك العديد من الأسواق الحديثة والأسواق الشعبية.

 

وللأنني مهوس بالبحر وبالرياضات المائية المختلفة فقد قررت أن تكون عطلتي في جزيرة "جربة" التونسية والتي تقع في أقصى الجنوب الشرقي لتونس وعلى بعد 75 ميلاً عن الشواطئ التونسية. وبمجرد وصولي إلى هناك بدأت في ممارسة العديد من الهوايات, ففي فترة الصباح كنت أستمتع بالغوص في مياه البحر الزرقاء الصافية. وبعد الغوص كنت أسبح ولساعات طوال وأيضاً ركبت الأمواج مراتٍ ومرات. أما فترة الظهيرة فقد خصصتها للتجول في الأسواق وخاصة الأسواق الشعبية، حيث المشغولات اليدوية الجميلة والرخيصة وأيضاً زرت العديد من المتاحف في تلك الجزيرة. ومن هذه المتاحف تعرفت على الفن التشكيلي التونسي كما قمت أيضاً بزيارة الكثير من البنايات القديمة. وقد إلتقطت العديد من الصور لهذه البنايات بالإضافة إلى صور المناظر الخلابة والطبيعة الساحرة. وكنت أحرص دائماً على أن أكون موجوداً على الشاطئ قبل غروب الشمس حتى أمتـِّع نفسي بمنظر الغروب الرائع. وكثيراً ما كنت أمارس هواية صيد السمك أيضاً.

 

أما في الليل، فكنت أقضي معظم وقتي في الأندية الليلية حيت الموسيقى التونسية العذبة بنوعيها الحديث والشعبي هذا طبعاً بالإضافة إلى الغناء والرقص. وهناك أيضاً العديد من المسارح التي تقدِّم مختلف البرامج الترفيهية الممتعة والمسلية على الهواء الطلق.

 

على نفس هذا البرنامج قضيت ثلاثة أيام بلياليها. وفي صباح اليوم الرابع سافرت إلى تونس العاصمة ومنها إلى هنا. وها أنا ذا أعود إلى هنا مرة أخري ولكن قلبي وعقلي ما زالا هناك بين أشجار النخيل والطقس المعتدل والمياه الدافئة.

 

وحتى ألتقيكم مرة أخرى

لكم منـِّي التحايا والود

وشكراً